فيروس كورونا المستجد_(COVID_19)
فيروس كورونا |
فيروسات كورونا : فيروسات كورونا هي مجموعةٌ من الفيروسات تُسبب أمراضًا للثدييات والطيور. يُسبب الفيروس في البشر عداوَى في الجهاز التنفسي والتي تتضمن الزكام وعادةً ما تكون طفيفةً، ونادرًا ما تكون قاتلةً مثل المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفيروس كورونا الجديد الذي سبب تفشي فيروس كورونا الجديد 2019-20. قد تُسبب إسهالًا في الأبقار والخنازير، أما في الدجاج فقد تُسبب أمراضًا في الجهاز التنفسي العلوي. لا توجد لقاحاتٍ أو مضاداتٌ فيروسية موافقٌ عليها للوقاية أو العلاج من هذه الفيروسات.
تنتمي فيروسات كورونا إلى فُصيلة الكوراناويات المستقيمة ضمن فصيلة الفيروسات التاجية ضمن رتبة الفيروسات العشية.[6][7] تُعد فيروسات كورونا فيروساتٍ مُغلفة مع جينومِ حمضٍ نووي ريبوزي مفرد السلسلة موجب الاتجاه، كما تمتلك قفيصة منواة حلزونية متماثلة. يبلغ حجم جينوم فيروسات كورونا حوالي 26 إلى 32 كيلو قاعدة، وهو الأكبر بين فيروسات الحمض النووي الريبوزي (RNA virus).
سبب التسمية والشكل:
يُشتق اسم "coronavirus" (عربيًا: فيروس كورونا. اختصارًا CoV) من (باللاتينية: corona) وتعني التاج أو الهالة، حيثُ يُشير الاسم إلى المظهر المميز لجزيئات الفيروس (الفريونات) والذي يظهر عبر المجهر الإلكتروني، حيث تمتلك خُملًا من البروزات السطحية، مما يُظهرها على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية. يُشتق اسم "coronavirus" (عربيًا: فيروس كورونا. اختصارًا CoV) من (باللاتينية: corona) و(باليونانية: κορώνη) ("korṓnē"، وتعني إكليل زهور أو الإكليل)، كما تعني التاج أو الهالة. يُشير الاسم إلى المظهر المميز للفيريونات (الشكل المُعدي للفيروس) والذي يظهر عبر المجهر الإلكتروني، حيث تمتلك خُملًا/زغاباتٍ من البروزات السطحية البصلية الكبيرة، مما يُظهرها على شكل تاج الملك أو الهالة الشمسية. يحدث هذا التشكُل عبر قسيماتٍ فولفية للشوكة الفيروسية (S)، وهي بروتيناتٌ تملأ سطح الفيروس وتحدد انتحاء مضيف.
تُساهم عدة بروتيناتٍ في البنية العامة لجميع فيروسات كورونا، وهي الحَسَكَة (spike اختصارًا S)، والغلاف (envelope اختصارًا E)، والغشاء (membrane اختصارًا M) والقفيصة المنواة (nucleocapsid اختصارًا N). في حالةٍ مُحددة لفيروس كورونا المُرتبط بمتلازمة سارس، يعمل نطاقُ ارتباط بالمستقبل محددٌ متواجدٌ في S كوسيطٍ لتعلق الفيروس على مستقبله الخلوي، وهو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2).[9] بعض فيروسات كورونا (خاصةً أعضاء مجموعة فيروسات كورونا بيتا الفرعية A) لديها أيضًا بروتين أقصر شبيه بالحَسكة (spike-like) يُسمى إستراز الراصة الدموية (HE).[6]
في اللغة العربية، تُعتبر تسمية فيروس كورونا(1) أكثر شيوعًا من باقي التسميات الأُخرى، ولكن التسميات الأُخرى أكثر دقةٍ في الوصف، حيثُ يُسمى: الفيروس التاجي،[ِ 1] فيروس الهالة،[ِ 1] الفيروسة المُكَلَّلَة[ِ 2][ِ 3] (أو الفيروس المكلل)،[ِ 1] الحُمّة التاجيّة[ِ 4][ِ 5][ِ 1] الحُمَة الإكليلية،[ِ 6] الحمة التاجية المكللة[ِ 1].
الاكتشاف:
اكتُشِفت فيروسات كورونا في عقد 1960، وأول الفيروسات المكتشفة كانت فيروس التهاب القصبات المعدي في الدجاج وفيروسان من جوف الأنف لمرضى بشر مصابين بالزكام سُميا فيروس كورونا البشري 229E وفيروس كورونا البشري OC43.[8] منذ ذلك الحين تم تحديد عناصر أخرى من هذه العائلة بما في ذلك: فيروس كورونا سارس سنة 2003، فيروس كورونا البشري NL63 سنة 2004، فيروس كورونا البشري HKU1 سنة 2005، في:وس كورونا ميرس سنة 2012، وفيروس كورونا الجديد 2019-nCoV، ومعظم هذه الفيروسات لها دور في إحداث عدوى جهاز تنفسي خطيرة.
تطوير الفيروس داخل الجسم:
بعد دخول هذا الفيروس إلى الخلية، يقوم بنزع قفيصته ويحرر جينوم الرنا الخاص به في السيتوبلازم. يملك فيروس كورونا جينوم رنا ذو قبعة 5' ممثيلة وذيل عديد الأدينين في النهاية 3' وهذا يسمح لجزيئة الرنا الخاصة به بالارتباط بالريبوسوم من أجل ترجمتها.
لفيروس كورونا كذلك بروتين يسمى بوليميراز الرنا المعتمد على الرنا (ريبليكاز) مشفَّر في جينومه، ويسمح هذا الأخير بنسخ الجينوم الفيروسي وإنتاج نسخ جديدة باستخدام ماكينة الخلية المضيفة. بوليميراز الرنا المعتمد على الرنا هو أول البروتينات المترجمة، وعند انتهاء ترجمة جين هذا البوليميراز تتوقف الترجمة بواسطة كودون التوقف، ويعرف هذا بالنسخ المتداخل. نسخة الرنا الرسول التي تشفِّر جينا واحدا فقط تسمى وحيدة السيسترون. يوفر البروتين اللابنيوي -وهو بروتين يشَّفر بواسطة جينوم الفيروس لكن لا يدخل في تركيب بنيته ويُعبر عنه في الخلايا المصابة-[10] غير موجودة لدى إنزيمات بوليميراز الرنا المعتمدة على الرنا.
صورة مجهرية للفيروس |
يُنسخ جينوم الرنا ويتشكل عديد بروتين طويل تكون فيه جميع البروتينات مرتبطة ببعضها. يملك فيروس كورونا بروتين لا بنيوي -ببتيداز- قادر على فصل البروتينات عن بعضها في هذه السلسلة المترجمة. هذه الطريقة في نسخ وترجمة البروتينات الفيروسية نوع من الاقتصاد الوراثي للفيروس تمكنه من تشفير عدد كبير من الجينات في عدد صغير نسبيا من النوكليوتيدات.
انتقال الفيروس:
يُعتقد أن انتقال فيروسات كورونا من إنسانٍ إلى آخر يحدثُ أساسًا بين الأشخاص المُقربين أثناء الاتصال المُباشر عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس والسعال.
فيروس كورونا البشرى:
يُعتقد أن فيروسات كورونا تُسبب نسبةً كبيرةً من حالات الزُكام الحاصلة في البالغين والأطفال. تُسبب فيروسات كورونا الزكام مع أعراضٍ رئيسية، مثل الحُمى وتورم الزوائد، خاصةً في البشر في فصل الشتاء وأوائل الربيع.[26] قد تُسبب فيروسات كورونا ذات الرئة، سواء ذات الرئة الفيروسي مباشرةً أو ثانويًا مع ذات الرئة البكتيري. قد تُسبب أيضًا التهاب القصبات، سواء التهاب القصبات الفيروسي مباشرةً أو ثانويًا لالتهاب القصبات البكتيري.[27] اكتُشف فيروس كورونا البشري المُنتَشر في عام 2003، وهو فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (فيروس كورونا المُرتبط بمتلازمة سارس)، والذي يسبب المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس)، ويمتلك إمكانيةً مرضيةً فريدة من نوعها؛ وذلك لأنهُ يسبب العلوية والسفلي معًا.[27]
تُوجد سبع سلالاتٍ من فيروسات كورونا البشرية:
فيروس كورونا البشري 229E (HCoV-229E)
فيروس كورونا البشري OC43 (HCoV-OC43)
فيروس كورونا المُرتبط بمتلازمة سارس (SARS-CoV)
فيروس كورونا البشري NL63 (HCoV-NL63)
فيروس كورونا البشري HKU1
فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، وعرف سابقًا باسم فيروس كورونا الجديد 2012 (HCoV-EMC).
فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV)،[28][29] ويُعرف باسم ذات رئة ووهان أو فيروس كورونا ووهان.[30] (كلمة جديد تعني بأنهُ حديث الاكتشاف أو نشئ حديثًا).[29]
تنتشر فيروسات كورونا HCoV-229E و-NL63 و-OC43 و-HKU1 باستمرارٍ بين البشر، وتسبب عداوًى في الجهاز التنفسي لدى البالغين والأطفال في جميع أنحاء العالم.
أما فى الحيوانات: أُدرِك أن فيروسات كورونا تسبب حالات مرضية في الطب البيطري منذ أوائل العقد 1970. باستثناء التهاب القصبات المعدي، الأمراض الكبيرة ذات الصلة بهذه الفيروسات هي في الأساس أمراض معوية.
أعراض الفيروس لدى البشر: تصيب فيروسات كورونا بشكل أساسي الجزء العلوي من السبيل التنفسي والسبيل المعدي المعوي في الطيور والثدييات. وتسبب كذلك مجموعة من الأمراض في الماشية والحيوانات الأليفة، بعضها خطير ويعتبر تهديدا لنشاط الزراعة وتربية الحيوان. في الدجاج، فيروس التهاب القصبات المعدي (IBV) وهو فيروس كورونا لا يستهدف السبيل التنفسي وحسب بل الجهاز البولي التناسلي كذلك، ويمكن لهذا الفيروس الانتشار إلى مختلف الأعضاء عبر الدجاج.[53] من فيروسات كورونا التي تحدث أضرارا اقتصادية معتبرة في الماشية: فيروس كورونا الخنزيري (فيروس التهاب المعدة والأمعاء الانتقالي TGE) وفيروس كورونا البقري اللذان يسببان إسهالا لدى الحيوانات الصغيرة. فيروس كورونا السنوري وهو على نوعين، أحدهما فيروس كورونا السنوري المعوي وهو ممراض منخفض الأهمية السريرية لكن ينتج عن الطفرات العشوائية لهذا الفيروس التهاب البريتون المعدي السنوري وهو مرض يصاحبه معدل وفيات عالٍ. بشكل مماثل، يوجد نوعان من فيروس كورونا الذي يصيب ابن مقرض: يسبب فيروس كورونا المعوي ابن مقرضي متلازمة معدية معوية تُعرف بالتهاب الأمعاء الرشحي السوافي (ECE) ويوجد نوع آخر نظامي أكثر خطورة (مثل فيروس التهاب البريتون المعدي السنوري لدى القطط) يُعرف باسم فيروس كورونا النظامي ابن مقرضي (FSC).[54]. يوجد نوعان من فيروس كورونا الكلبي، أحدهما يسبب مرضا معديا معويا متوسطا ويسبب الآخر مرضا تنفسيا. فيروس التهاب الكبد الفأري هو فيروس كورونا يسبب وباء مرضيا لدى الفئران مع معدل وفيات عالٍ، خاصة بين مستعمرات الفئران المخبرية.[55] فيروس التهاب الغدد اللعابية والدمعية (SDAV) هو فيروس كورونا شديد العدوى بين الجرذان المخبرية ويمكن أن ينتقل بين الأفراد عبر التلامس المباشر أو الهباء الجوي، وللإصابة الحادة بهذا الفيروس نسبة وفيات مرتفعة وانتحاء نحو الغدد اللعابية والدمعية والهاردرية (en).[56]
يسبب فيروس كورونا خفاشي ذو صلة بفيروس HKU2 يسمى فيروس كورونا متلازمة الإسهال الحاد الخنزيري (SADS-CoV) الإسهال لدى الخنازير.[57]
قبل اكتشاف فيروس كورونا سارس، كان فيروس التهاب الكبد الفأري (MHV) أفضل فيروسات كورونا دراسة سواء حيويا أو مخبريا وكذلك على المستوى الجزيئي. تُسبِّب بعض سلالات كورونا الفأري التهاب الدماغ المزيل للميالين المترقي لدى الفئران والذي استُخدِم كنموذج فأري للتصلب المتعدد. ركزت مجهودات بحث معتبرة على توضيح الإمراض الفيروسي لفيروسات كورونا الحيوانية هذه، خاصة بواسطة علماء الفيروسات المهتمين بالأمراض البيطرية والأمراض الحيوانية المنشأ.
المصادر :
قاعدة بيانات وتحليل مصادر الفيروسات الممرضة (ViPR): الفيروسات التاجية
مؤسسة الأبحاث الألمانية (Coronavirus Consortium)
إرسال تعليق