Ad

   المسلحون احتفظوا بالضابط رهينة قبل قتله

المسلحون احتفظوا بالضابط رهينة قبل قتله...شاهد التفاصيل
المسلحون احتفظوا بالضابط رهينة قبل قتله...شاهد التفاصيل

شهدت العاصمة المصرية القاهرة دراما هوليوودية غير معتادةً الا فى الأفلام فقط، يوم الثلاثاء 14 أبريل من عام 2020، في أعقاب عملية تبادل إطلاق نار شهدتها منطقة الأميرية بالعاصمة المصرية القاهرة، أسفرت عن مقتل 7 مسلحين وضابط مصري كان يحمل رتبة مقدم.
وعاش أهالي منطقة الأميرية الشعبية شرق القاهرة، ساعات من الرعب والفزع لم يروها من قبل، استمرت ما يقارب ست ساعات، وسط دويِّ طلقات الرصاص، التي لم يألفوا سماعها بهذه الصورة إلا في الأفلام فقط.
يأتي هذا في وقت لم تكشف فيه وزارة الداخلية المصرية تفاصيل كثيرة عن المعركة التي اندلعت بين قوات الأمن والمسلحين، لكن “عربي بوست” التقى عدداً من شهود العيان والمصادر الذين رووا تفاصيل ما حدث منذ البداية وحتى النهاية لحظة بلحظة بالتفصيل.

المشهد الأول: مصادرة أسلحة قبل يومين من الحادث.

ذكر مصدر أمني بقطاع الأمن العام في وزارة الداخلية لـ”عربي بوست”، أن المعلومات الأولية لحادث الأميرية ظهرت عقب ضبط سيارة ربع نقل كانت تحمل شحنة من الخضراوات قادمة من طريق الصعيد متجهةً إلى القاهرة(الأميرية)، يوم 12 أبريل لعام 2020 أى قبل الحادث بيومين.
وبتفتيش السيارة عُثر على كمية من الأسلحة الرشاشة والثقيلة وكانت أسلحة خطيرة للغاية، وهو ما نشرته وسائل إعلام محلية منذ أيام بالفعل. وبعد التحريات ومطابقة معلومات أخرى لدى الأمن الوطني عن احتمال تنفيذ مسلحين عملية إرهابية، تم رصد “وكر خلية إرهابية في منطقة الأميرية”، على حد تعبيره كما ذُكر.
وأوضح المصدر الأمني أن الأسلحة المضبوطة في سيارة الخضراوات كانت مفاجأة لقوات الأمن، فهي أسلحة ليست عادية بالمرة، بل كان ضمنها مضادات للطائرات؛ ومن ثم تمت إحاطة الأمن الوطني لتولي القضية، فهي لم تكن قضية أسلحة عادية لمجرد تجار مخدرات أو سلاح بل كانت خطيرة للغاية.
وأضاف المصدر الامنى بقطاع الأمن العام فى وزارة الداخلية, أنه بعد اكتشاف خط سير الشُحنة، “لم نتأكد من المعلومات بشكل كافٍ، فتوجهت قوات للتعامل، ولم يكن من الممكن استدعاء قوات مكافحة الإرهاب، من أول لحظة للاشتباك؛ حيث لم تكن المعلومات متاحة بشكل كافٍ”.

المشهد الثاني: أَسر الضابط (المقدم:محمد فوزى الحوفى)

أما عن بداية أحداث اليوم الدامي الذى أُطلق فيه النار، فكانت في شارع عباس مصطفى، أحد الشوارع الهادئة النادرة بعزبة محمود شاهين، تلك المنطقة التي تكتظ عادة بالمواطنين، سواء من السكان أو عمال الورش المنتشرة فيها، أو الأشخاص المترددين على تلك الورش لإصلاح سياراتهم. 
التقى “عربي بوست” مصطفى، الذي كان واقفاً أمام إحدى العمارات حديثة البناء التي لا يزيد عمرها على 6 سنوات تقريباً، ولا يعرف كثير من المارين رقمها المطموس الغير واضح على اللوحة الصغيرة المثبَّتة على الجدار المجاور لمدخل العمارة والذي أكَد أن العمارة تحمل رقم 3، وهي العمارة التي شهدت الأحداث الدامية فى الحادث. 
العمارة المنعزلة نسبياً عن بقية الأبنية في الشارع، تقع أمام الشركة المصرية الألمانية للمنتجات الكهربائية (إيجيماك)، وتنتشر حولها محال من الصاج التى تُباع هناك، وخلفها يقع مبنى هيئة المواصفات والجودة، وتنتشر حولها وِرش لتصليح السيارات المُعطلة.
يحكي مصطفى لـ”عربي بوست” أن الأحداث بدأت في الساعة الرابعة إلا ربع عصراً تقريباً بتوقيت القاهرة، حيث كان هناك 4 أفراد في زي مدني يتتبَّعون خط سير 3 أشخاص آخرين  ويراقبونهم ,كانوا قد نزلوا من “توكتوك” ومعهم “جوال” غير واضحٍ ما كان فيه.


وعندما اقترب الثلاثة من العمارة التي يترددون على إحدى الشقق بها ويترقبونها باهتمام وحماس، بدأوا في التعامل مع مراقبيهم، من خلال الاشتباك بالأيدي معهم وتم حدث معركة طفيفة عنيفة بينهم.

وبعد معركة عنيفة بالأيدي والعصي، تطوَّر الأمر عندما علِم بالمشاجرة بقية أفراد المجموعة، وعددهم (four(4 كانوا في إحدى الشقق بالعمارة المذكورة التى كانت تحمل رقم 3 وهذا الرقم الذى كان مطموسا على اللوحة المثبتة بالداخل.

بادر هؤلاء الأربعة بالنزول لمساعدة زملائهم ومعهم بنادق آلية مشحونة بالذخائر، وبدأوا في إطلاق النار على المراقبين الذين لم تكن هويتهم معروفة للمواطنين الموجودين بالمنطقة وكانوا غُرباء عليهم، سواء من عمال الورش أو المارين الراغبين في الوصول إلى منازلهم قبل بدء حظر التجوال في الثامنة مساءا.

وأسفر إطلاق النار عن إصابة واحد من المراقبين، تبين لاحقاً أنه أمين شرطة، في كتفه الأيسر ورجله، في حين فر اثنان محاولَين النجاة بحياتهما. وتمكن المسلحون السبعة من أَسر الرجل الرابع، الذي تبيَّن لاحقاً أنه مقدم الأمن الوطني(محمد فوزى الحوفي)، الذي لقي حتفه فيما بعد.رحمة الله عليه.

المشهد الثالث: تدخُّل الشرطة وهروب بعض المسلحين.

محمد، وهو عامل في ورشة لتصليح السيارات، كان يشاهد ما يجري، وجذب الشخص المصاب من ملابسه، ليبعده عن ساحة المعركة، ووضعه على كرسي في شارع جانبي حتى يستردَّ أنفاسه. كان في نيته أن يطلب له الإسعاف؛ اعتقاداً منه أنها مجرد مشاجرة، لكنه علمِ من الرجل أنه شرطي، وسمعه يتحدث في هاتفه المحمول، ليحكي ما حدث ويطلب قوات تعزيز.

عاد محمد -كما روى لـ”عربي بوست”- إلى ساحة الأحداث، فوجد (three (3 رجال تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين عاماً، وهم يمسكون بشخص ثانٍ كان أحدَ المراقبين الأربعة الذين ذُكِروا سابقا عندما كانوا يراقبونهم، ثم حملوه عنوةً معهم وصعدوا به إلى الطابق الخامس حيث تقع الشقة التي يقطنون فيها ويعيشون فيها. 

وشاهد محمد بعينيه -كما يقول لـ”عربي بوست”- فرار اثنين من العمارة، أحدهما يرتدي جاكيت أسود والآخر يلبس سويتر أصفر، يحمل في يده حقيبة سوداء، تزامناً مع وصول أول عربة شرطة من قسم الشرطة القريب للمنطقة الشعبية (الأميرية).

حاولت السيارة مطاردة الشخصين، لكنها توقفت بعدما فتح أحدهم الحقيبة، ما جعل أفراد الشرطة يخشون من أن يرميهم بعبوة ناسفة(قنبلة). وفي التو استقل الاثنان توكتوك ولاذا بالفرار وهربوا منهم.

Post a Comment

أحدث أقدم